أيهما القهوة؟ - عبد العزيز المحمد الذكير

أيهما القهوة؟

قد يرى بعض القراء معي أن رواج تجارة حافظات درجة حرارة السوائل (الترامس) أكبر منه في بلدان أُخرى أو لنقل فإن اقتناء تلك السلعة أقل ضرورة في بلدان كأوروبا.

أظن أن من بين تلك الأسباب صعوبة التمييز بين الكفؤ المتقن والرديء منها. وهي أي الترامس من السلع التي لا يمكن إجراء فحص أو اختبار عليها. وليس بمقدور زبون أن يمتحن كفاءتها أمام البائع أو داخل المتجر، لأنها تحتاج إلى سائل لفعل ذلك.

ثم إنها ليست من السلع التي تراقبها السلطات، وبإمكان أي بلد صناعتها وتقليل التكلفة وتصديرها إلينا دون أن يكون في هذا خرق للعرف التجاري. ورغم وجود علامة مميزة للجيّد منها، إلا أنه جرى طبع العلامة على الرديء منها أيضا!

صحيح أن أوائل استعمالها كان أثناء السفر، لكون الركّاب أو سائق المركبة ومن معه يبحثون عن توفير الوقت عند إشعال الدافور أو إيقاد النار، وقد لا تسمح الأحوال الجوية بذلك، فجاءت الترامس، أو كما يُطلق عليها أهلنا في الحجاز الثلاجة.

ولو تلاحظون أن ذاك المنتج عجز عن أن يدخل المحافل والملتقيات ذات الطابع المراسمي كالأعراس ومجال العزاء لكبار الناس. فأنت ترى دلّة صفراء بيد محترف ذي ملابس خاصة، وأيضا مُتابع جيد للقادم الجديد (والقديم أيضا!) وفي كثير من الأحيان يحفظ مفردات "التلزيم" وكل تلك المراسم لا تتفق مع الترمس. ولفترة غير مرئية لن تحل تلك محل الدلّة التقليدية مهما حاولت الدول المصنععة التقليد.

وأعتقد أن بداية استعمالها (الترامس) أخذت الاسم (ثلاجة) لسبب مناخي. مع أنه يقل استعمالها للماء البارد.

وكلمة ترمس جذريا هي نبات من الفصيلة البقولية. أما الحافظة فهي من ثيرموستات اليونانية statos. وفي المجالس العائلية صار الناس يضعون ترامس مختلفة الأشكال والألوان، وعلى الضيف أن يسأل ما بداخل كل منها (نعناع شاي قهوة).

ويُروى عن سعد الخويطر يرحمه الله، وهو من أهلنا في عنيزة وامتاز بقدرته على توظيف الكلم. أنه يضع 3 ترامس في مجلسه. واحد للقهوة، وواحد للشاي، والثالث فارغ. وعندما سُئل قال: هذي للي يبي قهوة، وهذي للي يبي شاي، وهذي للي ما يبي الاثنين.

* تنويه:

كتبتُ يوم السبت الماضي زاوية بعنوان (ذكريات كاتب ومداخلات الأمير سلمان). والذي قام بجمع المبلغ البالغ 700 ألف ريال، لشراء منزل لكاتب توفي عن عائلة لا تملك سكناً، هو الأستاذ صالح العبدالله الطعيمي وكان آنذاك أمين عام الغرفة التجارية بالرياض. ولما علم بذلك سمو الأمير سلمان طلب من الزميل تركي بن عبدالله السديري رئيس التحرير، الحضور إلى مكتب سموه مع الأستاذ الطعيمي. وأخبرهما برغبته في شراء المنزل. وتم ذلك.

Konular