<<ثماني طلعات جوية للكرامة .. وشماتة <<الجزيرة

سعيد الشحات

8 طلعات جوية للكرامة .. وشماتة «الجزيرة»

كانت الأحزان تعتصرنا، وكانت قناة الجزيرة لا تعرف قيمة للحزن، كان مشهد اصطفاف 21 مصريا على شاطئ البحر المتوسط وخلفهم 21 سفاحا من «داعش» يقتلنا ألما، وكانت «الجزيرة» تسخر الحدث للهجوم على «السيسى». كان الكل يتساءل عن هوية هؤلاء فارعى الطول أقوياء البنية الذين يقفون وراء ضحايا عزل تبكى القلوب عليهم، وكانت «الجزيرة» تستضيف «مصرى» يقول إن إعدام المصريين لعبة لتمكين «حفتر»، ويضيف، أن ما يحدث فى ليبيا ضد المصريين هو نتيجة تدخل مصر فى الشأن الليبى، ويدلل على ذلك بأن مصر أيدت البرلمان الليبى المنعقد فى طبرق وحلته المحكمة الدستورية. كان هذا هو حال «الجزيرة» فى موقف لا يتحمل كل هذا العبث الذى تمارسه، فلا هى تستطيع القول إن «قطر» هى المسؤول الأول عن كل هذا الانفلات فى ليبيا بإرسالها السلاح والمال إلى الإرهابيين، ولا هى تستطيع قول إن مطار «مصراتة» تحت سيطرة جماعات تكفيرية ويتم استخدامه فى نقل كل الأسلحة من قطر مباشرة إلى الإرهابيين. ولا تستطيع «الجزيرة» أن تقول ما ذكره عبدالجليل مصطفى رئيس المجلس الانتقالى الليبى الذى تشكل بعد سقوط نظام القذافى، أن قطر أنفقت مليارى دولار على ما أسماه بـ«الثورة» فى بلاده، وأضاف صراحة يوم «2 أغسطس 2012»: خطة تحرير العاصمة طرابلس تم وضعها فى العاصمة القطرية «الدوحة»، ولم يذهب أى شخص ليبى إلى قطر إلا وأعطوه مبلغا من المال، منهم من سلمه إلى الدولة ومنهم من أخذه لنفسه، وأضاف عبدالجليل: «قطر تدعم التيارات الإسلامية، ولها رؤية تتمثل فى بناء منظومة عربية تعتمد على الشريعة الإسلامية كنظام للحكم». مسألة بناء «قطر» لمنظومة عربية تعتمد على الشريعة الإسلامية التى تحدث عنها «عبدالجليل» هى كذبة كبيرة، فلا هى تعرف شيئا عن صحيح الإسلام، ولا هى بحقائق الجغرافيا والتاريخ بمقدورها أن تبنى نظاما عربيا، ولأن الطموح أكبر من الحقائق، تقوم بتنفيذ أجندة التخريب فى المنطقة العربية التى عاشت لأجلها إسرائيل. مارست «قطر» دورها التخريبى، وكالعادة كانت «الجزيرة» جاهزة تماما للتحريض والاستقطاب الرخيص، وإدارة حرب إعلامية قذرة ضد مصر، فقالت بعد غارة الطيران المصرى البطولية على مواقع لـ«داعش» حول مدينة «درنة»، أن هناك أطفالا قتلوا جراء الغارة. أرادت «الجزيرة» أن تزف إلى العالم الوضع من الزاوية التى تؤدى إلى إثارة الوجدان، فتحدثت عن أطفال ضحايا للغارة، فعلت كما تفعل بالضبط فى تناولها للأوضاع فى سوريا، فهى تصنف كل شىء طبقا لأجندتها التى تدعم الإرهاب بامتياز، والتى تريد إدخال المنطقة العربية كلها فى فوضى تساعدها على تحقيق أهدافها. كانت «الجزيرة» فى الحدث منذ اختطاف الـ21 مصريا، ثم بث صور قتلهم، وحتى الضربة الجوية التى جاءت فى توقيتها تماما، تغرد ضد مصر بشعبها وأرضها، وتعمل صراحة لصالح أمريكا وإسرائيل، وتتجاهل أنه فى هذا الظرف لا يمكن الفصل فى مصر بين رئيسها ومواطنيها، كما تريد «قطر».
8 طلعات جوية للكرامة .. وشماتة «الجزيرة»

Konular