<انتبهوا إلى تغريدة «أبوالغار» و«الهوارى

سعيد الشحات

انتبهوا إلى تغريدة «أبوالغار» و«الهوارى»


هل سنجد أنفسنا أمام عودة للتيارات المنتسبة إلى الإسلام السياسى، أم أنها انتهت؟ السؤال هنا ليس معنيا بحديث المصالحات التى تظهر بين وقت وآخر، ولا معنيا بقرار يصدره حاكم بعودة هذه التيارات. يدفعنى إلى السؤال وجهتا نظر، واحدة طرحها الدكتور محمد أبوالغار فى حواره مع الزميلة «المصرى اليوم» أمس الأربعاء، والثانية فى نفس الصحيفة وفى نفس اليوم للكاتب المتألق أنور الهوارى فى مقاله المهم بعنوان «الخليفة والفرعون»، قال أبوالغار: «طالما ظلت الدولة تحارب جميع التنظيمات الشبابية والنقابية والعمالية والحزبية، وغير جادة فى صناعة نقابات مستقلة وأحزاب قوية، ستبقى تنظيمات التيارات الإسلامية هى الموجودة، وفى النهاية سنجد أنفسنا أمام الإخوان مرة أخرى بعد سنوات»، ويقول «الهوارى»: «إن الفرعونية ممثلة فى الحاكم الفرعون سقطت فى ثورة 25 يناير، وسقطت الخلافة فى مهدها فى 30 يونيو» ويؤكد أن الفرعونية انتهت ولن تعود مهما حاولت أن تعود، وأن الخلافة لن تعود مهما حاولت أن تعود. يمكن فهم وجهة نظر «أبوالغار» على أنها من تنويعات العمل السياسى اليومى، وردود الفعل الناتجة منه، فيما تعبر وجهة نظر «الهوارى» عن رؤية فيها استشراف للمستقبل لا تنصرف إلى التفاصيل اليومية، لكن لا تتجاهلها لأنها التراكم الذى يؤدى فى يوم ما، ولحظة ما، إلى نتيجة نهائية، تنقل الشعوب من حال إلى حال. بالاحتكام إلى التاريخ سنجد حقائق تنتصر لوجهتى النظر، غير أنه وأمام مجمل الظروف الصعبة التى تحيط بنا، يأتى السؤال البسيط والملح على ألسنة الناس: إلى متى سنبقى هكذا؟، ومن هنا تأتى أهمية كلام ووجهة نظر «أبوالغار» الذى أراه بمثابة الطريق إلى كلام ووجهة نظر «الهوارى»، فإذا أحسنا القيادة فى الطريق سنصل بسرعة، وإذا لم نحسن سنصل بصعوبة بالغة. فى مسألة «حسن» و«سوء» القيادة على الطريق، من الضرورى النظر بعين الاعتبار إلى أن التيارات المنتسبة إلى الإسلام السياسى عاشت على «خطأ الغير» بهزائمه السياسية، والتى جرت وراءها هزائم نفسية وخراب وجدانى هائل، فكان انصراف العامة إلى هؤلاء الذين رأوا فيهم تقوى وورعا، وتلك صفات توحى للوهلة الأولى بأن صاحبها لديه حصانة ضد الفساد، وبقى الأمر على هذا النحو حتى تم تجريبهم على أرض الواقع، فتأكد الناس أنهم أمام تنويعة سياسية تحمل الخطايا أكثر مما يحملها أحد من التنويعات الأخرى، وبالرغم من ذلك وحتى لا نكون كمن يبشرون بأن السماء ستمطر عسلا ولبنا بعد ساعات قليلة، نقول إن تلك التيارات وجماعة الإخوان تحديدا مازال لديها القدرة على الاستفادة من فشل الآخرين، والمفارقة هنا فى أن تلك الاستفادة تأتى فى أضعف الحالات التنظيمية لـ«الجماعة»، ومع تعزيزات من أطراف خارجية لديها سيناريوهات جاهزة للمنطقة وفى القلب منها مصر، سنكون أمام وضع يعطى مددا لهذه التيارات، بما يطيل المدى الزمنى من حالة الارتباك والفوضى لنا وللمنطقة. باليقين فإن ما تطرحه جماعة الإخوان ومن يدور فى فلكها من جماعات «الإسلام السياسى» لم يعد ملهما للمستقبل وهو ما يعزز الرؤية التى يطرحها «أنور الهوارى»، لكن وحتى يصل الجميع إلى هذا اليقين سيكون الثمن باهظا، مادام المطروح الآن غير ملهم، ومن هنا تأتى أهمية تحذيرات «أبوالغار».

Konular